همسة بكل الشوق أهديها

لا شك أن في حياتنا نبني العلاقات , سواء كانت علاقة أهل - أقارب - أصدقاء - .... , منها ما تكون جيدة بالنسبة لنا ومنها ما تكون غير ذلك .
إنما أحيانا نرى أنه رغم قوة ومتانة العلاقة , ورغم الود والصداقة , إلا أن هذه العلاقة قد تشوبها بعض الخلافات كعدم اتفاق - زعل...وما إلى ذلك
لكن الأكثر ألمًا هو أن يكون هذا الخلاف أن يكون هذا الزعل سبب للخصومة والتهاجر بين الطرفين
ربما يكون من الصعب منع حدوث الزعل والخلاف , لكن قد نتمكن من حد خطر ذلك
أصدقكم القول أنني أردت الحديث في هذا الموضوع لأهميته - أو ربما هذا ما أراه -

لو سألنا أنفسنا - ما الذي سنفعله فيما لو حدث خلاف أو هجر بيني وبين أي إنسان ؟!
هل سأبادر بمنع حدوث الخلاف وأقول صحيح أننا قد لا نتفق لكن المهم أن لا نختلف وأحاول نسيان ماحدث لتصفو الحياة .
أم سأنظر للأمر بنظرة عادية وأقول ليست مشكله

لنعلم أولاً أن الزعل بين شخص وآخر ليست قضية شخصية أو مسألة علاقة فقط
أني أكسب واحدة وأخسر واحدة وانتهت . لا .
إنها أكبر من ذلك . الموضوع فيه دين .

قال صلى الله عليه وسلم ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث )

[center]وقال عليه الصلاة والسلام (من هجر أخاه فوق ثلاث فهو في النار إلا أن يتداركه الله برحمته )

فكون المسلم يهجر أخاه المسلم ليس أمرا بسيطًا

قال صلى الله عليه وسلم ( تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين . فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا .
إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء . فيقال : اركوا هذين حتى يصطلحا . اركوا هذين حتى يصطلحا )

من الخسارة أن نتأخر عن مغفرة الله سبحانه وتعالى بسبب موقف زعل وامتناعنا عن التسامح

يقول عليه الصلاة والسلام ( من هجر أخاه سنة ، فهو كسفك دمه )

يزيد الأمر إن كان هذا الهجر بين الأهل والأقارب

قال صلى الله عليه وسلم ( إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم )

قال تعالى ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم (22) أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ( 23 ) ) [ سورة محمد ]


قال صلى الله عليه وسلم ( إن الرحم شجنة من الرحمن ، فقال الله : من وصلك وصلته ، ومن قطعك قطعته )

قطعته : أي لا تصل إليه رحمته ولا عطفه ولا لطفه ولا إعانته تبارك وتعالى .. كيف يعيش الإنسان ؟!

لابد أن نتسامح ونتنازل وننسى
نعم قد يكون هو المخطئ , وأحيانا قد لا يستحق منا المسامحة , قد لا يستحق منا التنازل لمصالحته
لكن نحن
ألآ نستحق أن يسامحنا الله ؟
ألا نستحق أن يتقبل الله أعمالنا ؟
ألآ نستحق أن يغفر لنا ربنا ويعفو عنا ؟
من أجلنا نحن ليس من أجله هو , لنا لديننا لمستقبلنا عند رب العالمين

عامل الناس بمثل ماتحب أن يعاملك الله

من نَفَّسَ عن مؤمن كربه , نفَّسَ الله عنه كربة من كرب يوم القيامة
من ستر مسلمًا , ستره الله
أنفق يا ابن آدم , أنفق عليك
ارحموا من في الأرض , يرحمكم من في السماء
والله في عون العبد , ما دام العبد في عون أخيه

قال تعالى { وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ۖ
وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٢﴾ }

هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق حين حلف أن لا ينفق على ابن خالته بعدما قال على ابنته عائشة رضي الله عنها ما قال
- حادثة الأفك عندما تكلموا في عرضه وشرفه - لما أنزل الله براءة أم المؤمنين عائشة ، وطابت النفوس المؤمنة واستقرت وتاب الله على من كان تكلم
من المؤمنين في ذلك ، وأقيم الحد على من أقيم عليه - شرع تبارك وتعالى ، وله الفضل والمنة , عطف الصديق على قريبه ونسيبه .
فلما نزلت هذه الآية إلى قوله ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ) أي : فإن الجزاء من جنس العمل ، فكما تغفر عن المذنب إليك نغفر لك ،
وكما تصفح نصفح عنك . فعند ذلك قال الصديق : بلى ، والله إنا نحب - يا ربنا - أن تغفر لنا . ثم رجع إلى ابن خالته ما كان يصله من النفقة ،
وقال : والله لا أنزعها منه أبدا ، في مقابلة ما كان قال : والله لا أنفعه بنافعة أبدا ، فلهذا كان الصديق هو الصديق [ رضي الله عنه وعن ابنته ] .

ونحن نحب أن يغفر الله لنا ويعفوا عنا
وحتى ننعم بذلك لنصفح عن الناس ونغفر ونسامح


اللهم ألَّف بين القلوب