بخطوات صغيرة ... مرتبكة ... مترددة ...حائرة
وبنظرات تائهة ...خائفة ...متسائلة
مضى في طريقه ذلك الطفل الصغير
متسائلا عما حدث أو بالأحرى هل ما رآه حقا حدث
هدوء يخيم على الأرجاء ، صمت عميق يحط رحاله
رائحة الموت تنتشر في كل مكان
هنا وبالأمس فقط فقد كل شئ
خطواته الصغيرة تسير بين أرصفة الطرقات باحثة عن تلك الإجابات الضائعة لأسئلة لا متناهية
اجابات لن يجدها إلا في عالم الظلام
هنا ....... كانت جثة والديه
هنا ....... قُتلا أمام عينيه
وهنا ......... عرف الحقيقة التي حطمت حياته
وأدخلته في عالم التعاسة الأبدي
ومن هنا تلفظ أيام الطفولة أنفاسها الأخيرة
ولتبدأ رحلة جديدة طريقها الكره وهدفها الإنتقام
الإنتقام ممن سلب حياة أحب الناس إلى قلبه
ممن أباد دون رحمة أفراد عشيرته
ممن خان قلبه الصغير
وحول أيامه إلى جحيم
يمضي ذلك الطفل في طريقه
حتى لو اضطر إلى أكل ثمرة الشيطان
حتى لو ترك الأحباب والخلان
حتى لو هجر لأوطان
تحت زخات المطر
مازالت قطرات المياه الباردة تبلل جسده الصغير
لعلها تطفئ شيئا من نيران قلبه الحارقة
لعلها تخمد ثورة بركان غضبه المنفجر
لعلها تخفف من سواد الكراهية الساكنة في صدره
وكيف لقطرات المطر ان تنجح ؟؟
وكيف لهذا الجرح أن يندمل ؟؟
وكيف لهذا الطفل أن يغفر ؟؟
ومع كل يوم يكبر فيه يكبر معه حزنه وألمه
فلا شئ في العالم يعوضه عما فقده
لا أصدقاء ولا زملاء ولا كنوز العالم
حقائق جديدة تظهر
مزلزلة ... مرعبة ... مدمرة
ومــتى تظهر ؟؟ بعد فوات الأوان ...
هل الأخ الذي رهن حياته لقتله كان يحميه !!!
هل الذي كرهه اكثر من أي شخص كان يحبه !!!
الأخ الذي اباد العشيرة كان مجبورا على ذلك !!!
بكى دما قبل أن يبكي دموعا
أي صدمة واي مصيبة وقعت على رأسه
أي ألم سيحتمله
كم يحزن الحزن لحاله
فتلك المصائب أقوى من أن يتحملها قلبه
يرمي هذا الفتي حياته في عرض البحر
معلنا معاداته للعالم بمن فيه
حتى لو اصبح المجرم الأخطر
فلا شئ سيوقف هدف حياته
الانــــــــــــــــتــــــــــــــقــــــــــــام
ممن أبادوا عشريته وكانوا سبب جحيم أخيه
انها رحلة ألم وإنتقام ....... رحلة حياة فتى اسمه يوتشيها ساسكي